الأرباح المحتجزة

July 5, 2023

الأرباح المحتجزة Retained Earnings ويُشار إليها أيضاً باسم (الأرباح غير المُوزّعة) أو (الأرباح المُستبقاة) أو (الأرباح المدوّرة) أو الفائض المجمّع (Earned Surplus) وهي الأرباح التي تحققها الشركة، ولا توزعها على المساهمين، إمّا بهدف استثمارها في أعمال جديدة أو لتسديد ديون مستحقة، أو لتوزيعها على المستثمرين في مرحلة لاحقة.

وبعد قيام الشركات باحتساب صافي الأرباح، وتوزيع جزء منه على المساهمين وفقا لعدد الأسهم التي يمتلكونها، يبقى جزء تحتفظ فيه الشركات في حساباتها، حيث تقوم بإضافته إلى الأرباح المحتجزة من السنوات الماضية، لينتج عن ذلك "إجمالي الأرباح المحتجزة".

وعادة ما تقوم الشركات باستثمار الأرباح المحتجزة في مشاريع جديدة، ما يعني أنها لن تكون مضطرة إلى اللجوء لتمويل خارجي مكلف. ولا يتم إدراج هذه الأرباح المحتجزة في القوائم المالية للشركات ضمن لائحة الأصول، حيث تكون ضمن التدفقات النقدية.

سبب تسجيل الأرباح المحتجزة في حقوق المساهمين يعود إلى أن أرباح الشركة من حق الملاك (المساهمين)، وبالتالي في حال عدم توزيعه نقدياً عليهم بفرض أن يتم تقييده لحسابهم وهو ما يؤدي لارتفاع القيمة الدفترية للسهم.

وعادة ما تقوم الشركة باحتجاز الأرباح في حال رغبتها بالتوسع أو الاستثمار وبالتالي فإنها من الممكن أن تستخدم الأرباح المحتجزة لديها لتمويل احتياجاتها المالية، وتتمتع الأرباح المحتجزة بخصوصية كبيرة بالمقارنة مع غير من مصادر التمويل، حيث أنها تعتبر مصدر داخلي للتمويل وليس مصدر خارجي كبقية المصادر.

ويتم حساب الأرباح المُحتجزة عن طريق طرح صافي الخسائر من كامل الأرباح مع طرح المبالغ التي تم دفعها.

الارباح المحتجزة دائن أم مدين؟

الأرباح المحتجزة بطبيعتها وفقًا لعلوم المُحاسبة والاقتصاد دائنة، ويرجع السبب وراء ذلك إلى كونها إيراد، وفي حال ما حققت الشركة ربحًا أكبر فإنها تبقى دائنة.

أما في حال ما بدأت في الخسارة ينتقل حساب الأرباح المُحتجزة إلى الشق المدين من الميزانية، وذلك كما هو الحال مع كافة البنود الدائنة والمدينة، إن زادت تبقى على حالها، وإن قلت تتحول إلى عكس ذلك.

ما هي الآثار الضريبية للأرباح المحتجزة؟

تشكل الأرباح المحتجزة عاملاً هاماً في تحديد التزامات الشركات الضريبية. فعندما تحتجز الشركات أرباحها، فإن هذه الأرباح تبقى غير معرضة للضرائب، ولكن تتعرض للضرائب عندما يتم توزيعها على المساهمين. وبما أن الأرباح المحتجزة تبقى غير معرضة للضرائب، فإنها يمكن أن تؤثر على التزامات الضريبية للشركات وعلى الضرائب التي تدفعها عند توزيع الأرباح.

بشكل عام، تخضع الأرباح المحتجزة للضريبة عندما يتم توزيعها على المساهمين، وتخضع لضريبة الدخل بمعدلات مختلفة حسب الدولة والنظام الضريبي. ويمكن أن يتم تخفيض هذه الضريبة عن طريق الاستثمار في بعض الاستثمارات المعفاة من الضريبة أو عن طريق استخدام بعض الخصومات الضريبية التي تتوفر في بعض النظم الضريبية.

وعندما تحتجز الشركات أرباحها، فإنها قد تخضع للضريبة على الدخل الإضافي المحتجز والمعروف باسم "ضريبة الدخل الإضافي المحتجز". وتختلف هذه الضريبة حسب النظام الضريبي الذي تخضع له الشركة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات تجنب دفع الضريبة على الأرباح المحتجزة عن طريق استخدام بعض الاستراتيجيات الضريبية المتاحة، مثل إعادة شراء الأسهم أو إعادة توزيع الأرباح كأسهم بدلاً من النقدية. ومع ذلك، فإن استخدام هذه الاستراتيجيات يجب أن يتم بحرص لتجنب المخاطر الضريبية وتحقيق الهدف الرئيسي لتحقيق الأرباح وتقليل التكاليف.

ما هو تأثير الأرباح المحتجزة على سعر السهم؟

الأرباح المحتجزة للشركة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على سعر السهم، حيث يتوقع المستثمرون والمحللون أن توزع الشركة جزءًا من هذه الأرباح على المساهمين في المستقبل، وهو ما يؤثر على عوائد الاستثمار للمساهمين ويزيد من جاذبية الشركة في السوق.

فعندما تحتجز الشركة أرباحها بدلاً من توزيعها على المساهمين، فإن ذلك يعني أن المساهمين لا يحصلون على عوائد الاستثمار في شركتهم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقليل جاذبية السهم في السوق، وتأثير سلبي على سعر السهم.

علاوة على ذلك، فإن تجميد الأرباح يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق النقد في الشركة، مما يؤثر على القدرة على تمويل المشاريع والاستثمارات الجديدة، مما يؤثر بدوره على سعر السهم.

ومن الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات، يمكن للأرباح المحتجزة أن تؤثر بشكل موجب على سعر السهم، إذا كانت الشركة تستخدم هذه الأرباح بشكل فعال في تنمية الأعمال وتحقيق أرباح أعلى في المستقبل، وهذا يمكن أن يزيد من ثقة المستثمرين في الشركة ويؤدي إلى ارتفاع سعر السهم.

مزايا الأرباح المحتجزة

تعتبر تكلفة استخدام هذه الأرباح قليلة نسبياً وتعال تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار هذه الأموال في مجالات أخرى.

لا يتطلب الحصول على هذه الارباح معاملات وتكاليف كثيرة بالمقارنة مع تكاليف إصدار الأسهم والسندات.

لا يترتب على استعمال هذه الأرباح إضافة أي حقوق على الشركة بما فيها حقوق ملكية أو حقوق دين، كما لا يترتب عليها أي ضمان أو رهن لأصول الشركة.

عيوب الأرباح المحتجزة

لا تعتبر الأرباح المحتجزة خياراً متوفراً أمام الشركة في العديد من الحالات، خاصة إذا كانت الشركة ناشئة وفى بداية حياتها.

قد يترتب على احتجاز الأرباح واستخدامها قيام الشركة بتعويض المساهمين من خلال إصدار أسهم مجانية وتوزيعها على المساهمين.

لا تستطيع الشركة استخدام الأرباح المحتجزة بشكل متكرر كما أن ارتفاع حجم التمويل المطلوب يجعل من كفاية تلك الأرباح موضوع تساؤل لا تحقق الأرباح المحتجزة أي وفورات ضريبية.

المصادر:

https://www.investopedia.com/terms/r/retainedearnings.asp 

https://www.th3accountant.com/2020/03/Retained.Earnings.html

https://www.almaal.org/retained-earnings-debit-or-credit

https://www.bdc.ca/en/articles-tools/entrepreneur-toolkit/templates-business-guides/glossary/retained-earnings